في عصرٍ تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجيّة، أصبح الواقع الافتراضي والواقع المُعززّ من الأدوات الثوريّة في قطاع البناء والهندسة، فقد بات بإمكان الشركات والمطورين محاكاة التصاميم، واستعراض المشاريع، والتفاعل مع التفاصيل قبل أن توضع أولى لبنات الأساس، يوفّر هذا التطور تقنيات مذهلة تُحدث فرقًا حقيقيًا في جودة التخطيط، تقليل الأخطاء، وتحسين التواصل بين فرق العمل والعملاء، في هذا المقال، نستعرض كيف يُحدث الواقع الافتراضي والواقع المُعزّز تحوّلاً جذريًا في عالم البناء الحديث، ولماذا أصبح الإستثمار في هذه التقنيات ضرورة لا ترفًا.
1- تقنيّات الواقع الإفتراضي
تقنيات الواقع الإفتراضي هو استخدام تكنولوجيا مُتطورة لخلق بيئات مُحاكاة ثُلاثيّة الأبعاد تمكّن المُستخدمين من التفاعل مع عناصر البناء والتصميم بطريقة واقعيّة، فهذه التقنية تسمح للمُهندسين، المُصممين، والمُقاولين والعملاء بتجربة واستكشاف المشاريع الإنشائيّة بشكلٍ كامل الأبعاد قبل البدء الفعلي في عمليّة البناء مما يوفّر فهمًا أعمق للمشروع ويُساعد في اتخاذ قرارات مدروسة بشأن التصميم والبناء، فمن خلال نظّارات الواقع الإفتراضي وغرف العرض يُمكن للمُستخدمين التجوّل ضمن المشاريع ومُشاهدة تفاصيل البناء من كافّة الزوايا، تغيير مواد البناء أو الألوان وحتى تقييم تأثير الضوء على المساحات.
2- تقنية الواقع المُعزز
يتمثّل الواقع المُعزز في دمج التكنولوجيا الرقميّة بالبيئة الواقعيّة لتوفير تجارب تفاعليّة وغنيّة بالمعلومات مما يُسهم في تحسين عمليات التصميم، الإنشاء، والتفتيش، فهذه التقنية تسمح للمُستخدمين باستخدام الأجهزة المحمولة أو النظّارات المُتخصصة لرؤية معلومات وعناصر رقميّة مُتراكبة على العالم الحقيقي مما يوفّر فهمًا أعمق وأدق للمشاريع الإنشائيّة.
1- يُمكن للمُهندسين والمُصممين الإستعراض الثُلاثيّ الأبعاد للمباني المُخطط لها دون الحاجة إلى بناء نماذج فعليّة، فهذا الطريق يُتيح الإستخدام الأمثل لوقت وموارد الفريق، فضلاً عن إمكانيّة تعديل التصاميم بسهولة في مرحلة مُبكرة وهذا بدوره يُساعد على تخفيض تكاليف التصميم النهائيّ وجعل عملية التصميم أكثر سلاسة وأكثر فاعليّة.
2- يتطلّب إطلاق المشاريع العقاريّة استخدام وسائل تسويقيّة حديثة تلقى استحسان المُستهلك بفضل تكنولوجيا الواقع المُعزز، بحيث يُمكن للعملاء المُحتملين زيارة المشروع من خلال هواتفهم الذكيّة أو اجهزة الكمبيوتر اللوحي دون الحاجة للحضور فعليًا وهذا يجعل عملية البيع أسهل وأسرع نظرًا لأن العميل يُمكن أن يستكشف المساحات ويشعر بالأبعاد الفعليّة للمكان قبل الإقتناء.
3- يستفيد الموظفين والعُمّال في مواقع البناء من هذه التقنيات من خلال مُحاكاة الواقع الإفتراضي، حيث يُمكن توفير طُرق تدريبيّة فعّالة وآمنة تُحسّن من الفهم والآداء بشكلٍ كبير، كما تُسهم هذه التقنيات في إجراء عمليات الصيانة المُعقدة بدقّة أكبر نظرًا لأنها تعرض الموظفين للظروف الفعليّة دون أي مخاطر مُحتملة.
4- تحقيق الأهداف التي تتعلّق بالإستدامة لقطاع البناء باستخدام تقنيات التخطيط الظاهري قبل البناء، حيث يُمكن للمُهندسين تقييم السلوك الإستهلاكي المُحتمل وتحسين تصميماتهم للتقليل من الإستهلاك وتوفير الطاقة.