على مرّ السنين، شهد قطاع البناء تطوّرًا كبيرًا بفضل التقدّم التكنولوجي، وكان للروبوتات دورٌ محوريّ في هذا التحوّل فمن مجرّد أدوات ميكانيكيّة بسيطة، أصبحت الروبوتات اليوم تُشارك في مهام دقيقة ومعقّدة مثل الطباعة ثلاثيّة الأبعاد للمباني، والتركيب التلقائي للمواد، والرقابة على جودة التنفيذ لقد ساهم إدخال الروبوتات في مواقع البناء في رفع مستوى السلامة، وتسريع وتيرة العمل، وتقليل التكاليف والهدر ومع استمرار الابتكار، يُتوقّع أن تُصبح الروبوتات عنصرًا أساسيًا في مستقبل البناء، يُعيد تشكيل طريقة تصميم وتنفيذ المشاريع العمرانيّة من حول العالم.
2019 الطباعة الثُلاثيّة الأبعاد
بدأ استخدام الروبوتات تقنيات الطباعة ثلاثيّة الأبعاد في عمليّة البناء لأول مرة في عام 2019، وكان هذا العام نقطة فارقة شهد تنفيذ أول منشروع عملاق باستخدام هذه التكنولوجيا، إذ افتتحت هيئة الطرق والمواصلات في دُبي أول مبنى مكتبي مطبوع بالكامل باستخدام الطباعة الثلاثيّة الأبعاد، حيث تمَّ طباعة هذا المبنى باستخدام مواد مثل الإسمنت المُعاد تدويره، وهو مايبرز التوجه نحو البناء المُستدام، وفي ذاك الوقت أشارت الدراسات العلميّة أن استخدام الطباعة ثلاثيّة الأبعاد في البناء يُمكن أن يُقلل من النفايات بنسبة تصل إلى 60% مُقارنةً بالبناء التقليدي.
2020 الروبوتات المُتنقلة في بناء المباني
شهد عام 2020 دخول الروبوتات المُتنقلة بشكلٍ قوي إلى صناعة البناء، ومع انتشار جائحة كوفيد أصبح من الضروري التوجه نحو الأتمتة في العديد من الصناعات بما في ذلك البناء، حيث بدأ استخدام الروبوتات في حمل المواد الثقيلة التي يُمكنها تنفيذ مهام مثل نقل المواد بين الموقع وتوزيع الأساسات وإجراء الفحوصات الهندسيّة.
2021 روبوتات البناء المُتخصصة في التفتيش والتشطيب
بدأ ظهور الروبوتات الخاصّة في تشطيب المباني مثل طلاء الجُدران وتركيب الأنابيب في حلول عام 2021 وهو عبارة عن روبوت مُخصص للطباعة ثلاثيّة الأبعاد للبناء، فهذا الروبوت يُمكنه بناء المباني بمُختلف الأحجام باستخدام مواد بناء مُستدامة مثل الإسمنت المُعاد تدويره مما يُساهم في تقليل التكلفة الكليّة للمشاريع، وفي ذات العام انتشرت الدراسات حول دور الروبوتات في الأعمال التفتيشيّة داخل مواقع البناء وكيف يُسهم في اكتشاف العيوب الإنشائيّة قبل أن تتطوّر إلى مشاكل كبيرة.
2022 الروبوتات ودورها في الحلول المعماريّة المُستدامة
مع حلول عام 2022 أصبحت الإستدامة جزء من رؤية تطوير المُدن المُستقبليّة، وفي هذا السياق لعبت الروبوتات دورًا محوريًا في تحويل عمليات البناء نحو أساليب أكثر استدامة، فهذه التقنيات تعتمد على الخوارزميّات الذكيّة والذكاء الإصطناعي، حيث تسمح بتصميم هياكل معماريّة مُبتكرة تهدف إلى تقليل الفائد وتحقيق أقصى استفادة من المواد المُتاحة.
2023 الروبوتات ودمج الذكاء الإصطناعي في البناء
شهد عام 2023 تطورًا في دمج الذكاء الإصطناعي في صناعة البناء، حيث بدأ العديد من الشركات العالميّة في استخدام الذكاء الإصطناعي للتحكم في الروبوتات وتنفيذ الأعمال المعماريّة المُعقدة، حيث تمَّ تصميمها لتكون قادرة على فهم بيئات البناء بشكلٍ مُستقل من خلال تحليل البيانات الواردة من أجهزة الإستشعار والكاميرات الذكيّة.